fbpx

عبدالله ، شاب إماراتي ، منارة أمل وقصة نجاح

عبد الله المحرزي

في 11 أغسطس 2018، أُدخل عبد الله المحرزى، وهو شاب يبلغ من العمر 17 عامًا، مركز كامبريدج للرعاية الطبية وإعادة التأهيل في أبوظبي بعد أن أصبح طريح الفراش لإصابته بالشلل التشنجي في الأطراف الأربعة بسبب حادث مروري مروع جعله يعاني إصابات شديدة بالدماغ. وكان عبد الله يعاني قدرة حركية محدودة ولم يكن قادرًا على التنقل بحرية، إضافة إلى خضوعه لعملية فغر الرُغامى عن طريق إحداث فتحة في قصبته الهوائية وذلك وفقًا للتشخيص الأولي لحالته العصبية، كما كان يتغذى من خلال أنبوب لتنظير المعدة عن طريق الجلد. وعلاوة على ذلك، كان عبد الله بحاجة إلى إجراء قسطرة خارجية للحفاظ على نظام الإخراج نتيجة إصابته بالشلل الرباعي.

أُدخِل عبد الله مركز كامبريدج للرعاية الطبية وإعادة التأهيل في ظل برنامج إعادة التأهيل اللاحق على الإصابات الحادة ليستفيد من وحدة العلاج الطبيعي والمهني وعلاج التخاطب متعددة التخصصات لزيادة فرص تحسن حالته إلى أقصى حد ممكن والموافقة على مشاركته الله في برنامج الرعاية الذاتية.

أساليب علاج محورها الهدف

وضع فريق مركز كامبريدج للرعاية الطبية وإعادة التأهيل خطة مكثفة وطموحة كي تتحسن حالة عبد الله. شملت أهداف العلاج المشي بشكل مستقل تحت إشراف دقيق والحد من التشنج الحركي لتصل نسبته إلى الصفر على مقياس أشوورث المعدل، ما يسمح له بممارسة أنشطته اليومية بأقل قدر ممكن من المراقبة اللصيقة وتحسين مستوى وعيه بالبيئة المحيطة من خلال الاستجابة للتحفيز السمعي والبصري وتحفيز حاسة اللمس وتحريكه من الفراش كي يخضع لنظم العلاج وممارسة عاداته الشخصية.

وقد نجح عبد الله رغم الصعوبات التي واجهها الله لاستكمال برنامجه العلاجي، الوفاء في تلبية بالتوقعات بل تجاوزها بفضل عزيمته والتزامه وتفانيه. في بادئ الأمر، تم تعزيز وظائفه الحسية الحركية عن طريق استعادة القدرة على السير نحو الفراش والنهوض منه. وفد أصبح عبد الله يستطيع المشي لمسافة تتعدى 50 متراً دون أدنى مساعدة كما أصبح يتمتع بنطاق حركة نشط على كلا الجانبين للوصول إلى الأغراض الموجودة أمامه. ومع ذلك، لا يزال التوازن الحركي يمثل نهاية لنطاق حركته.

وقد تحسنت وظائف عبد الله الحسية الحركية كما تمكن من استعادة قدراته البصرية الحركية إذ أصبح باستطاعته أن يكتب ويرسم ويميز بين وجه الصورة وخلفيتها، وما أدى إلى تحسين مهاراته في التخطيط الحركي.

وقد أصبح عبد الله يستطيع، فضلاً عن استعادة قدراته الإدراكية، توجيه التحية لعائلته ومعالجيه وجميع من حوله بالشكل الصحيح، ومن ثم فقد أصبح في طريقه للانخراط بشكل أكبر في الحياة الاجتماعية والمجتمعية. وقد عادت الابتسامة إلى وجهه ولم يعد يشعر بالقلق جراء الاتصال البصري في أثناء الاستماع أو المشاركة في الحوارات.

ولا شك أن عبد الله يحظى بحالة صحية أفضل في الوقت الحالي حيث قلت نوبات الغضب التي كانت تصيبه منذ سبتمبر 2019 بعد استعادة قدراته الوظيفية التي كان يعتقد أنه قد فقدها إلى الأبد. وقررت عائلة عبد الله تسجيله في برنامج إعادة تأهيل مخصص، ولذا فقد عاد إليه الأمل ومواصلة التقدم في حالته.

وقد بذل طاقم عمل إعادة التأهيل والطاقم الطبي بمركز كامبريدج للرعاية الطبية وإعادة التأهيل جهودًا مضنية لمساعدة عبد الله كي تتحسن حالته، وتعززت تلك الجهود بتحمله جميع العقبات التي واجهها، وأدرك في قرارة نفسه أن الأمر يستحق الصبر لتحقيق أهداف العلاج.

دائمًا ما ينبع التحسن من داخل المريض

يؤكد التقدم الواضح في حالة عبد الله، مع تلقيه آخر جلساته لاستكمال العلاج المخصص له، على القيم الأساسية لمركز كامبريدج للرعاية الطبية وإعادة التأهيل التي تتمثل في مهمته لتحسين نوعية حياة المرضى وتعزيزها. يضع هذا مركز كامبريدج للرعاية الطبية وإعادة التأهيل أقدام مرضاه على الطريق الصحيح للعودة إلى منازلهم وعائلاتهم وحياتهم الاجتماعية بفضل بث الأمل في نفوسهم عن طريق فن إعادة التأهيل.

يقوم موظفو المركز بعلاج المرضى أمثال عبد الله وغيره الكثير مع التزام التام بأصول العلاج ويشجعونهم على السعي نحو التحسن من خلال استكمال خطط برنامج العلاج، ومن ثمَّ يصبحون أكثر قربًا من إثبات أنهم يستطيعون فعل المعجزات بصفة يومية وأن “التحسن ينبع من داخل المريض.”